المتحف الحربي بصنعاء

[align=center]المتحف الحربي .. يروى تاريخ حضارة عريقة في حكايات من ألف ليلة وليلة[/align]



[align=justify]ليست حكاية ثورة الـ26 من سبتمبر وما سطره المناضلون من روائع وبطولات ضد الحكم الامامي عبر ثورات متعاقبة هي وحدها - كما يعتقد الكثيرين - كل ما ترويه صالات العرض بمتحف صنعاء الحربي.. فهناك حكايات شتى ترددها زوايا المتحف وأمكنته ، هي أكثر صخبا وهديرا من صوت المدفعين السواحليين العتيقين الرابضين على البوابة الخارجية للمتحف، وقتما كان لهما صوت يُسمع، في بدايات القرن الماضي. في البداية وأول ما يستوقف الزائر ما تتجاذبه الشخوص الشمعية على جانبي مدخل المتحف من حديث فيما بينها، عن فن الازياء الشعبية والتقليدية اليمنية المتنوعة، ومدى ارتباطها بحياة اليمني ومهارته في رسم ملامح حضارته وخط مستقبله.

وقبل ذلك ، يستمتع الزائر بحديث المبنى عن طرازه المعماري الفريد وشكله الهندسي، حيث يعود إلى النصف الثاني من (القرن التاسع عشر الميلادي ) حينما بناه العثمانيون في الفترة الثانية لحكمهم في اليمن، ليكون مدرسة للصنائع، ليحوله الإمام" يحيى حميد الدين " الى سجن عُرف بسجن الصنائع في بداية حكمه لليمن عام(1918)، وصولا الى افتتاحه رسميا لاستقبال الزوار كمتحف في 5 / 9/ 1987 م.
وبعد المبنى تشد الزائر محتوياته بدءا من العربات القديمة ووسائل النقل العتيقة وغيرها من الاليات العسكرية القديمة الصنع، التي تحكي للانسان المعاصر عظمة العقل البشري، وقدرته على الابتكار والتطوير والابداع عبر قرون خلت.

وبين الكنوز التاريخية الموزعة على صالات المتحف، يبقى للاستمتاع طابعه الخاص بتجليات الموروث من الأسلحة البدائية، والنقوش والمخطوطات والصور والوثائق واللوحات الفنية تارة اخرى.. والاكثر دهشة تلك الاسلحة النارية البدائية الصنع المعروضة حسب تطورها حتى اليوم، ونقوش المسند والتماثيل الحجرية والرخامية، بالإضافة إلى الأدوات والأواني البرونزية والحجرية والرخامية والفخارية، التى تعكس ملامح الحضارة اليمنية القديمة في عصر ما قبل الميلاد حتى بداية العصر الإسلامي.. الذي تصوره رقوق تعود الى العصر الإسلامي المبكر، والأسلحة من سيوف وخناجر ورماح يمنية الصنع، التي انتشرت في الأمصار الإسلامية لشهرتهاوذيوع صيتها من حيث الجودة ودقةالاتقان.

ومن اجواء الماضي العظيم ننتقل الى اللحظة وحديث القائمين على المتحف وجديده، الذي يحوي فكرة مشروع إستحداث صالتين جديدتين الى جانب صالات العرض الاثنى عشر الموجودة ،بحيث تهتم الاولى برواية مراحل نضال فخامة الرئيس على عبدالله صالح رئيس الجمهورية منذ البدايات الاولى.. فيما تحكي الثانية تفاصيل ثورة الرابع عشر من أكتوبر.
يقول المقدم/ شرف غالب لقمان القائم بأعمال ادارة المتحف الحربي لـ(سبأ نت ) : تكتسب القاعتان الجديدتان اللتان نعتزم انشائهما اهمية كبيرة فهما ترويان عبر مجموعة من الشواهد التاريخية المطعمة بالمعلومة تفاصيل محورين هامين في تاريخ اليمن السياسي والوطني .. مضيفا أن إدارة المتحف الحربي ماتزال في مرحلة دراسة فكرة المشروع من كافة جوانبه الفنية والمالية.. ويؤكد أن المتحف يمتلك من الشواهد التاريخية المعززة بالمعلومات ما فيه الكفاية لاثراء هذين المحورين.

والمتحف الحربي الذي تم افتتاحة في 30 سبتمبر عام 1984م يمثل أحد أبرز معالم الحضارة اليمنية التى توثق مراحل تاريخ النضال الوطني للشعب اليمني، وترصد تاريخ موروثه الثقافي والحضاري عبر عصور زمنية مختلفة تعودإلى عصور ما قبل التاريخ.
ويضم المتحف نحو اثنى عشر صالة عرض تحتوى على الكثير من القطع الاثرية المتنوعة، والصور النادرة للرموز الثورية والاسلحة التقليدية القديمة والخرائط والمجسمات النادرة لبعض المعالم التاريخية، والتماثيل النادرة للملوك والرموز الابرز في تاريخ الحضارة اليمنية في عهد الممالك اليمنية القديمة الحميرية والمعينية والسبئية.
وكثيرة هي القصص التى تتحدث عنها مجموعة الشواهد التايخية الهائلة بالمتحف الحربي في اليمن،ابرزها ما تحويه الصالة الاولى والمخصصة لفترات ما قبل التاريخ(6000-3000)ق.م -العصر الحجرى الحديث في اليمن وهي تروى قصص لاتحصى عن معرفة اليمنيين القديمة بفن التصوير من خلال النحت على الاحجار ،إلى براعتهم المتناهية في مجال التصنيع العسكري، وبداية ظهور فن التحنيط الى تجارة البخور، و مخبرتهم القديمة بفن صناعة مساحيق التجميل، وغيرها من حكايا وروايات ممتعة تدون تاريخ حضارة بلد عريق، مثلما تسرده حكايات ألف ليلة وليلة