.........
السلام عليكم أحبائي الغالين..
أعرفكم بنفسي.. أنا مدينة صنعاء الجميلة، عاصمة الجمهورية العربية اليمنية، أقع في الشمال، وأُعد أكبر المدن اليمنية. واسمي يعني القوة والمنعة، فكلمة (صنع) تعني حصن ومنع، و(تصنع) بمعنى تحصن.
وأنا من أقدم المدن الإسلامية. فقد انتشر الإسلام في أرضي بسرعة كبيرة، وازداد انتشاره بعد أن فتحني العرب المسلمون عام 16هـ/636م، ويعد أهلي من أوائل الذين آمنوا بالرسول ونصروه، كما كان لهم أثر كبير في نشر الدعوة الإسلامية خارج الجزيرة العربية.
في عام 11هـ/632م وقعت في قبضة عدو النبي صلى الله عليه وسلم، عبهلة بن كعب الأسود، الذي تحصن في غمدان ثلاثة أشهر. ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم دخلت فتنة عبهلة في محاولة للانفصال عن الدولة الإسلامية، وقد وجدت حكومة الخلافة في أرضي سنداً قوياً لها في طائفة من أبنائي، وهم أشراف الفرس المستعربين.
وفي العام نفسه تمكن فيروز الديلمي بمساعدة (المهاجر ابن أبي أمية بن المغيرة) من رد السيادة الإسلامية إليّ، وهدم حصن غمدان.
تعرضتُ على مدار التاريخ لهجمات أجنبية (صليبية ومغولية) ثم لهجمات برتغالية وهولندية وبريطانية. وفي أواخر القرن السادس الهجري/ الثاني عشر الميلادي، استطاعت قوات صلاح الدين الأيوبي (رضي الله عنه) وقوات المماليك التصدي للهجمات الصليبية والمغولية، والوصول إلى مدخل البحر الأحمر من أجل حمايتي.
.................................................. .................................................. ...........
[align=center]معالمي الحضارية: [/align]
أتميزُ بتنوع آثاري وحضارتي وتراثي المعماري الجميل، ويعد سد مأرب من عجائب الفن الهندسي لديّ. وقد شيّد لتنظيم الري، ووقايتي من أخطار الفيضانات الموسمية التي تصيبني.
وأنا محاطة بسور ضخم ترجع أقدم أجزائه إلى أيام الأيوبيين، ويبلغ طوله نحو خمسة أميال، ويخترقه تسعة أبواب هي: باب اليمن، وباب شعوب، وباب السبحة، وباب ستران، وباب خزيمة وباب البلقة، وباب القاع ، وباب الشقاديف، وباب الروم.
وأنا مدينة القصور، لاحتوائي على عدد من القصور العظيمة على مر التاريخ، ومن أشهر قصوري: قصر غمدان ويعتبر أول ناطحة سحاب في التاريخ، وقصر ناعط، وقصر القليس.
أما أشهر معالمي الإسلامية فهو: الجامع الكبير أو جامع السيدة أروى بنت أحمد، وفيه مكتبة عامة، من أكبر مكتبات العالم العربي، تحتوي على نفائس الكتب والمخطوطات النادرة.
.................................................. .................................................. ......
.................................................. ......
[align=center]مكانتي العلمية: [/align]
ومن مؤسساتي التعليمية ذات الأثر الكبير في حياتي الثقافية والعلمية (دار العلوم) أنشأها الإمام يحيى، وتتكون من ثلاثة طوابق، تضم اثنتي عشرة شعبة، وكان أغلب الخريجين يتعينون قضاة شرعيين أو مديري مناطق أو كتاب محاكم. وبعد الثورة تم تحويلها سكناً للطلاب الذين لا سكن لهم.
أما أهم علمائي فهو الإمام الجليل: عبد الرزاق بن همام بن نافع، والحسن بن أحمد الهمداني.
والآن يا أحبائي.. أدعوكم لزيارتي لتتمتعوا بمناخي اللطيف، وتتذوقي فاكهتي اللذيذة من مشمش وكمثرى وتفاح وسفرجل، وتستظلوا تحت أشجار النخيل الضخمة والكبيرة.
.................................................. .................................................. .....